• الأربعاء, 22 مايو 2019
  • 12464

أهمية تقييم أداء الموظفين والمدراء

“الأداء المميز للموظف يؤدي إلى الاعتراف به، والاعتراف يجلب له الاحترام والتقدير، وذلك يجلب القوة للمؤسسة”.

تلك خلاصة تجربة “نارايانا مورثي”، الملياردير الهندي وأحد عمالقة صناعة تكنولوجيا المعلومات. بكلمات أبسط فإنه لا يمكن لمؤسسة أن تنمو إلا عندما ينمو موظفوها.

لكن ما علاقة ذلك بأهمية تقييم أداء الموظفين والمدراء؟!

العلاقة واضحة؛ فكل إنتاج يجب أن يكون له أدوات لقياسه وتقييمه، وأداء الموظفين والمدراء هو واحد من منتجات أي شركة بل هو الأهم على الإطلاق، فالإنسان كما هو معلوم يقع في قلب أي عملية إنتاج ونجاح، وهنا تبرز أهمية تقييم أدائه سواءً كان موظفًا أو من الإدارة العليا.

في السطور التالية؛ نتعرف على أسباب تجعل من تقييم أداء الموظفين والمدراء فرضاً لازماً لا يجوز التخلي عنه لصالح التخمين والعلاقات الشخصية والمشاعر الخادعة.

 

تقييم الأداء هو تطبيق للعدالة

كما أن العدل أساس للملك، فإن العدل بين الموظفين هو الأساس لخلق جو من الثقة والطمأنينة والشعور بالرضا والولاء لمؤسستهم؛ مما ينعكس على ديمومة عملها وازدهارها، وواحد من تطبيقات العدل وأدواته إخضاع سائر الموظفين لمعايير عادلة وموضوعية ومحايدة لتقييم الأداء، ومن ثم فإن ما يفرزه تقييم الأداء من إثابة المنتج ولفت انتباه المتقاعس أو معاقبته يكون مبرراً في ضمير الجميع بمن فيهم الحاصل على تقييم سيئ.

 

إظهار للأداء الحقيقي

إن الكثير من الطموح والشغف والإبداع عند بعض الموظفين الموهوبين يكون مغيباً عن الإدارة العليا لأسباب كثيرة بعضها يتعلق بأنها ترى فقط الموظفين الأعلى أو من حصلوا على ترقيات، وهنا يبرز دور تقييم الأداء المنتظم لجميع الموظفين في إبراز المواهب الجديدة والإبداعات الكامنة من جهة، ومن جهة أخرى فإنه بمثابة تحفيز وإنذار للقدامى.

 

رافعة للعمل وحافز للإنتاج

إن تقييم أداء الموظفين ينهض بمستوى العاملين باستثمار قدراتهم الكامنة واستغلال طموحاتهم وتطويرها، فالإنسان الذي يلقى التشجيع المعنوي والتقدير المادي سيكون مفعماً بالأمل، ملهماً بالرغبة في إثبات المزيد من القدرة؛ وذلك بالتأكيد يمثل رافعة لعمل المؤسسة، كما أنه سيكون محفزاً لغيره من ذوي الأداء الضعيف، نحن نتحدث هنا عن جو من المنافسة الحميدة التي تنعكس على تفوق المؤسسة وإنتاجيتها. وبشكل عام فإن الشعور المرافق للموظف بأن أداءه يخضع للتقييم يزيد من شعوره بالمسؤولية.

 

فوائد للمؤسسة

إن تقييم الأداء يوفر تغذية راجعة للقرارات التكتيكية (قريبة المدى) والاستراتيجية (بعيدة المدى) التي تتخذها إدارات المؤسسة المختلفة وعلى رأسها الموارد البشرية، وهل نجحت بالفعل في اختيار طواقم العاملين في المؤسسة، وهل هناك عائد مُجزٍ من التوظيف. وبشكل عام فإن تقييم أداء الموظفين والمدراء يؤدي براسمي السياسات في المؤسسة إلى تحليل النتائج ومعرفة أين تقف المؤسسة من تحقيق الأهداف المرسومة، وهل هي بحاجة لتغيير الأساليب وإعادة رسم خريطة طريق.

 

مكافح للترهل الوظيفي عند المدراء

إن المدراء ليسوا استثناءً من تقييم الأداء؛ بل إن تقييم أعمالهم في غاية الأهمية والضرورة للمؤسسة، لأنهم يلهمون الأفراد ويحفزون فرق العمل، وأخطاؤهم تؤدي للاستياء والإخفاق وبالتالي الخسائر.

ويعيش الكثير من المديرين شعوراً مخادعاً بأنهم دفعوا ضريبة النجاح مما يمنحهم الشعور بالرضا والركون لإنجازاتهم السابقة؛ ويدخلهم في فترة من الاسترخاء والترهل الوظيفي، هنا تأتي ضرورة تقييم أداء المسؤولين والمدراء لاستنقاذهم من الترهل ودفعهم لبذل جهد أكبر.

 

يمكننا القول بأن أي بيئة عمل مهتمة بالإنجاز والإنتاج وبقياسهما، وتريد أن تعرف بشكل مستمر نقاط القوة والضعف لدى موظفيها وإدارتها العليا، فإنه لابد لها من تقييم أداء مستمر يتحلى بمعايير عادلة ومحايدة وشفافة، وفوائد هذا التقييم مهمة للموظف الجيد في تحفيزه ومكافأته وتنبه الموظف غير الجيد فترشده للتدريب المناسب وربما لتعديل مساره المهني برمته، وتقييم الأداء مهم للمؤسسة في جعلها تعمل على أساس مبرمج وقابل للتنبؤ بنقاط الضعف والقوة، وإن إهمال العمل بتقييم الأداء أو تجاهل مؤشراته يعرّض تحقيق أهداف المؤسسة للخطر.