• الأربعاء, 19 ديسمبر 2018
  • 4386

استخدام الموارد البشرية للهواتف الذكية… الآمال والمعوقات

أجرت شركة “سيدار كريستون” استبيانًا حول تبني عمليات الموارد البشرية لتطبيقات الهواتف الذكية أثبتت فيه بأن هذه العمليات مرشحة للتضاعف عامًا بعد عام، وبحسب “أليكسيا مارتن”، نائبة رئيس الشركة للبحث والتحليلات فإن جزءًا كبيرًا من هذا النمو يمتد ليشمل استخدامات جديدة في إدارة الموارد البشرية مثل خطط التتابع والتعاقب والتعويضات وتحليلات تدفق العمل، وذلك بعد أن كانت تطبيقات الهاتف تقتصر في معظمها على الخدمات المتعلقة بكشوف الرواتب وشؤون الموظفين أو استقطاب الكفاءات والتعيين، وفي أحسن الأحوال تمكين الموظفين والمدراء من الاطلاع على تقييم الأداء.

إن هذا يعني بالتأكيد أنه وبعد أتمتة عمليات الموارد البشرية فإن الحاضر يتجه بشكل متسارع وخطوات كبيرة لجعل عمليات الموارد البشرية وشؤون الموظفين على جهاز خلوي ذكي، وتسهيل إجرائها لتتم بضغطة زر، واتساع تطبيقات الهاتف لتشمل عمليات أكثر وأعقد بما فيها تدريب وتطوير الموظفين.

وللتأكيد على أن المستقبل لهذه الصناعة فيمكننا التأمل بقول “جوش بيرسين”، مدير ومؤسس شركة “بيرسين باي ديلويت” التي تعمل في أبحاث واستشارات الموارد البشرية، في ولاية كاليفورنيا، إذ يقول: “بدأ صانعو قرارات الشراء في إدارات الموارد البشرية يهتمون بشكل أكثر من أي وقت مضى بتطبيقات الهواتف المتحركة، لدرجة أنه يتم الآن اختيار المزودين استنادًا إلى مدى تميز تطبيقاتهم على الهواتف المتحركة”.

إن قطاع برمجة وتطوير تطبيقات الهواتف الذكية المتعلقة بالموارد البشرية صار مزدهرًا لدرجة أن المنخرطين فيه خصصوا جل أوقاتهم ومبالغ استثمارية هائلة لإعادة تطوير برمجياتهم للاستفادة من تقنيات الواجهة الأحدث والأسهل في الاستخدام، وذلك بغية الاستعداد للحصول على حصة أكبر من سوق ينمو بسرعة، وزبائن محتملين يطلبون الأفضل.

ما هي المعوقات التي تقف أمام برامج أتمتة إدارة الموارد البشرية؟

في هذا العالم المتسارع تقف بعض العقليات الإدارية الكلاسيكية كعقبة أمام الشركات في توجهها لهذه التكنولوجيا وهذا التحديث، وإذا كانت هذه العقليات قد اضطرت للخضوع لبرامج أتمتة إدارة عمليات الموارد البشرية كضرورة لا مناص منها، فإنها تقاوم الآن بضراوة فكرة تحويل العمليات الداخلية التي يقومون بها وجها لوجه إلى عمليات تتم بشكل فردي وعن بُعد من خلال تطبيقات الهاتف الذكية. إن تلك العقليات ترغب في الهيمنة على هذه العمليات ويرفضون أن تتم بشكل فردي عبر ضغطة زر على جهاز خلوي، بمعنى آخر إن العقليات الجامدة ترفض توسيع مشاركة الموظفين.

لا نشك بأن الزمن وتسارع التطور كفيلٌ بأن ينهي هذا المعوّق للتطور، لأن المسؤولين عنه لن يملكوا إلا أن يقبلوا بهذا التطور الضروري ويتماشوا معه، أو أن ينزلوا من قطار التقدم والتحديث.

أمر آخر يعيق التقدم بهذا الاتجاه ويتعلق بالبنية التحتية التكنولوجية في الشركات ومدى استعدادها لمواكبة التطور الأفضل واختيار التطبيقات الأسهل والأحدث وتسهيل اقتناء الأجهزة الذكية التي تتبنى بسهولة هذه التطبيقات؛ فقد أصبحت الواجهات القائمة على التقنيات القديمة مثل Adobe أو Microsoft Silverlight قديمة، وهذه التكنولوجيا المتعلقة بالتصفح في طريقها للاندثار ومن الأفضل لأقسام الدعم الفني في الشركات تجنبها.

الخطوة الأولى للتحول إلى عصر إدارة الموارد البشرية

بالجملة فإن هناك العديد من المتطلبات الهامة للتحول إلى عصر إدارة الموارد البشرية عبر تطبيقات الهواتف الذكية؛ أهم تلك المتطلبات هو تبني الإدارة العليا فلسفة الإدارة الإلكترونية، إن تلك القناعة النظرية ستؤدي إلى دعم هذه التكنولوجيا على الصعيد العملي وذلك بتوفير تمويل لتلك التطبيقات ودعم البحث والتطوير وتدريب موظفي الموارد البشرية وزملائهم في الأقسام الأخرى على استخدام وإدارة الأدوات الإلكترونية ونشر هذه الثقافة السهلة بينهم، ويسبق ذلك بلا شك ما ذكرنا سابقا بضرورة توفير البنية التحتية (Infrastructure) الصديقة لهذه التكنولوجيا مثل وجود شبكات انترنت قوية لتأمين نقل وتدفق المعلومات بسهولة ويسر.